كان نحيلا" جدا" إلي حد مذهل ..
بل إلي حد قياسي حتي أنهم صنفوه تحت وزن الباعوضة ..
شديد جحوظ العينين حتي لكأنك تحسبه من الضفادع أو العظاءات ..
يحمل فوق كتفيه رأسا" ضخما" يضعك حياله أمام خيارين فقط لا ثالث لهما ..
فإما أنه أشد أهل الأرض عبقرية" .. أو أشدها غباءا" ..
أما بالنسبه له فقد كان الأمر يختلف تماما" ..
فقد كان يظن نفسه أكثر عبقرية وذكاءا" من اينشتاين وماكس بلانك ونيوتن ..
وأعمق فلسفة" من سيجموند فرويد و أرسطو ونيتشه وديكارت وغيرهم من الفلاسفة الآخرين .. بل وكان يعتقد بأن فرويد قد سرق أفكاره ونسبها لنفسه ..
وأشد حكمة" من لقمان وكونفشيوس ..
وأكثر دهاءا" ومكرا" من عمرو بن العاص وروميل ثعلب الصحراء ..
وأشد قوة" وحنكة" ومهارة" من أدهم صبري وجيمس بوند وسوبرمان ..
وأكثر نبلا" وكرما" من حاتم الطائي و عنترة بن شداد العبسي ..
وأعمق سياسة" وخبثا" من هتلر وتشرشل والحجاج بن يوسف الثقفي ..
كانت له آراء ثورية عجيبة جدا سببت له أطنانا" من المشاكل مع سكان قريته الصغيرة ..
كما تملكته فكرة أنه خلق لإنتشال البشرية مما هي فيه .. وإنقاذها من خطر ما لايعرف ماهيته لكنه واثق من ذلك تمام الثقة !!
سئل ذات ليلة توسط بدرها كبد السماء عن رأيه كمثقف في الزواج ؟! ..
فقال بعد وضع أحدي ساقيه - الشبيهه بعود الثقاب - فوق الأخري .. وضيق عينيه في محاولة من للتظاهر بالذكاء والمعرفة : إمممممم الزواج ؟!!
الزواج هو السجن الوحيد الذي يدخله الإنسان بمحض إرادته .. وهو المشروع الوحيد الذي يظل الزوج ينفق فيه المال حتي وفاته ..
الزواج :
سيف مسلط علي رقاب الرجال ..
وثيقة الدمار وسف الرمال ..
حرية الرجل من بعدها محال ..
ولو تأملنا حروف هذه الكلمة سنجدها كما يلي :
حرف (ز) : زهج وإنفاق ..
حرف (و) : ورطة لصاحبها وإشفاق ..
حرف (ا) : انفقاع مرارة بلا ترياق ..
حرف (ج) : جحيم في الأرض لا يطاق ..
الزوا....
وفجأة رأي غبارا" كثيفا" يلوح في الأفق من بعيد ..
كما لو أن هنالك جيش جرار يتجه نحوه .. و.. يا للهول !!
لقد كن نسوة القرية !!
جيش من النساء كان يتجه نحوه ..
وشهق في رعب شديد ..
فقد أرعبه ما كن يحملنه من عصي غليظة و هراوات ضخمة مدببة الأطراف .. وكانت أقلهن تحمل في يدها ساطورا" و سكينا " ..
وكان الشرر يتطاير من أعينهن في غضب شديد ..
فحاول الهرب منهن ..
ولكن هيهات !!
فقد أحطن به إحاطة السوار بالمعصم ..
وأطلقت إحداهن صافرة قوية .. ثم ..
ثم قمن بتقييده بحبال غليظة وقمن بتكميم فمه بشريط لاصق ..
وشكلن ما يشبه المحكمة التي ترأستها أكبرهن سنا" وقوة ..
وقامت إحداهن بدور ممثل الإدعاء وذكرت سبب إعتقاله بأن قالت في صوت يقطر شماتة" وحقدا" : سيدتي قاضية محكمتنا الموقرة .. خيال المآتة هذا وأشارت إليه .. يقوم بتحريض الشباب والرجال علي عدم الزواج ..
وهذا سينعكس علي بورتنا نحن كنساء وفتيات ..
فإذا عزف الرجال عن الزواج ..
فمن سيتزوجنا ؟! .. وكيف ستتطور البشرية إذا قل النسل ؟!
ثم ماهو مصير بناتنا في المستقبل ؟!
هل أدركتن حجم المشكلة أيتها العضوات المحترمات ؟!
إنطلق صوت النسوة بهتاف قوي يطالبن فيه برفعة وعدل المحكمة وسقوط هذا المتهم الخائن الشرير ..
وهنا أصدرت كبيرتهن حكمها بصوت جهوري خشن : يضرب المتهم ضربا" مبرحا" حتي يفقد وعيه ثم ينفي لمكان لا سكان فيه حتي لايفسد عقول شبابه بآرائه المسمومة ..
رفعت الجلسة ..
محكمة ..
وهنا قمن النسوة بتنفيذ حكم الضرب بإخلاص وتفان عجيبين ..
فقد قمن بضربه وركله وعضه ...إلخ
كل هذا وهو مقيد لا يستطيع الدفاع عن نفسه .. حتي فقد وعيه تماما" ..
وكانت ليلة" تاريخية" لا تنسي ..
تمت بحمد الله ..
ديسمبر 2008