تداول الناس كلمة «ليزر» على نطاق واسع، ويعود السبب في ذلك إلى كثرة انتشار تقنية الليزر واتساع نطاق استعماله في جميع المجالات، ليست الطبية فحسب، بل حتى في التقنيات الهندسية والفلكية على سبيل المثال.
وحول ما شاع عن استخدامات الليزر في مختلف التخصصات الطبية بشكل عام، والجراحية بشكل خاص، ودخول هذا المجال الحيوي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، يوضح الدكتور أشرف عبد العزيز عبد الجبار، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد بجدة، أن معنى كلمة ليزر هو «تضخيم الضوء بالانبعاث الإشعاعي المثار».
وأضاف أن الليزر قد اكتشف في الستينات من القرن الماضي، ومن ثم عكف الباحثون على تطويره، وهو عبارة عن ضوء على شكل شعاع مكرر مستقيم متواز، يصدر عن طريق تأين مادة معينة، وهذه المادة قد تكون ثاني أكسيد الكربون أو الأرغون أو الكربتون أو الروبي أو الأنينيوم أو الهليوم - نيون.
إن هذا الضوء الإشعاعي الصادر هو ضوء غير منحرف ويخلق طاقة هائلة في المادة التي يقابلها ويقوم أثناء القطع بتوليد حرارة تكفي لإغلاق الأوعية الدموية؛ وبذلك ينعدم النزف.
الاستخدامات
- من استخدامات الليزر المهمة توظيفه في الجراحات متناهية الدقة، فمثلا حين يكون الحيز المراد العمل فيه بمساحة مليمتر واحد أو أقل، فلا يمكن استعمال أي مشرط طبيعي عادي، بل نحتاج إلى ما هو أدق من ذلك، وهو الليزر، الذي يمكنه القطع بطريقة حادة جدا تصل إلى جزأين من العشرة من المليمتر (0.2 ملم).
أما عن استخدامات الليزر في مجال جراحة الأنف والأذن والحنجرة، فأوضح الدكتور أشرف عبد الجبار أنها استخدامات متشعبة، ويمكن إيجازها في الآتي:
- جراحة الأذن: يستخدم الليزر مصحوبا بالميكروسكوب المكبر في ثقب قاعدة عظمة الركاب متناهية الصغر، وكذلك في تركيب العظيمات الصناعية التي تستخدم لتحسين حاسة السمع.
- جراحة الأنف: يمكن استخدام الليزر في كي قرنيات الأنف المتضخمة؛ فيؤدي إلى إحداث ضمور فيها، مما يساعد في عملية التنفس، وأيضا في إخفاء صوت الشخير نسبيا. كما يمكن استئصال بعض الأورام الدموية الحميدة في جدار الأنف وتجنب النزيف، الذي يمكن أن يحدث بعد الاستئصال بالطرق العادية.
- جراحة الحنجرة: يمكن استئصال اللوزتين بواسطة الليزر، وكذلك استئصال بعض الأورام الدموية الحميدة، مع إمكانية حدوث نزف بسيط بعد العملية، وليس بالدرجة التي يحدث بها مع الاستئصال بالطرق التقليدية المعروفة. وكذلك يمكن استئصال جزء من سقف الحلق الرخو، وإجراء استئصال جزئي للهاة مما ينتج عنه شد لسقف الحلق إلى أعلى، وبذلك يرتاح المريض من الشخير أثناء النوم.
وكذلك يتم، باستعمال الليزر، استئصال معظم الأورام الحميدة والتورمات الالتهابية وجيوب «زنكر» في الحبال الصوتية، وكذلك توسيع الضيق الخلقية أو الناتجة عن الالتهابات المزمنة أو الرضوض المزمنة للحلقة الغضروفية في أسفل الحبال الصوتية.
احتياطات وقائية
وأخيرا، يجب التنويه بأن استخدام الليزر لا يخلو من الخطورة على كل من الجراح والمريض في الوقت نفسه إذا لم يستخدم بالطريقة الوقائية المعروفة والمعتمدة عالميا، ومنها أن على جميع الأطباء والعاملين في غرفة العمليات ارتداء النظارات الواقية من أشعة الليزر خلال العمل، كما يجب أن يغطى وجه المريض كاملا بقطع الشاش الطبي المبللة بالماء، وذلك لتجنب الحروق المحتمل حدوثها خلال العمل بالليزر، ويكون الجزء المراد استئصاله فقط هو الذي يظل مكشوفا بلا غطاء.
وكذلك يجب استعمال أنبوب تنفس خاص بأشعة الليزر؛ وذلك لتجنب تكسر هذا الأنبوب خلال استخدام أشعة الليزر؛ مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في رئة المريض.
وعلى ذلك، لا يجوز لأي جراح أن يقوم بعمليات الليزر إلا بعد أن يخضع لفترة تدريب على أيدي جراحين متخصصين في هذا المجال، وأن يكون ملما بالطرق الوقائية المذكورة سابقا، وأيضا بطرق التصرف السليمة في حالة حدوث مضاعفات جراء استخدامه