كهف الرعب .. بقلمي

الفصل الأول : البداية
‏ ..
السابع من إبريل ..
منتصف الليل تماما" ..
خيم الهدوء علي تلك القرية الصغيرة التي تناثرت بها العديد من الكهوف هنا وهناك ..
وقد أرسل القمر المكتمل أشعته الفضية في محاولة يائسة منه لتبديد ذلك الظلام الدامس ..
ولكن جميع محاولاته تلك إصطدمت ببعض السحب السوداء الكثيفة والتي راحت تتجمع في سرعة رهيبة حتي حجبته تماما" ..
كانت شوارع القرية خالية تماما" من الناس .. بعد أن خلد الجميع لسلطان النوم الذي لايمكن مقاومته أبدا" ..
ولم يكن يسمع فيها سوي صرير الحشرات وحفيف الأوراق الصادرة من تلك الغابة الكثيفة المجاورة .. وبعض العواء هنا وهناك .. وأما عدا ذلك فالسكون المطلق ..
وفجأة ..
دوت تلك الصرخة ..
صرخة رهيبة شقت سكون الليل في عنف شديد ..
صرخة ألم هائلة توحي بأن صاحبها قد ذاق أقصي درجات الألم والعذاب ..
صرخة فزع لها جميع من بالقرية وأستيقظوا مذعورين قلقين ..
ثم ساد بعدها صمت رهيب ..
نصف ساعة كاملة إستغرقها الرجال قبل أن يخرجوا بمشاعلهم بحثا" عن مصدر تلك الصرخة ..
وتبقي جزء منهم لحراسة القرية بمن فيها من أطفال ونساء وشيوخ ..
كانوا مدججين بالأسلحة النارية وعدد لا بأس به من المطاوي والفؤوس ..
وكان يتقدمهم عمدة القرية (بن) .. والذي كان أكثرهم شجاعة وإقداما" وسنا" وبالتأكيد أغزرهم خبرة ..
كانت خطتهم تقوم علي محورين أساسيين ..
الغابة ومنطقة الكهوف ..
قاموا بتمشيط الغابة أولا" ..
ولكن بعد ساعة من البحث المتواصل لم يسفر بحثهم عن شئ ..
لذا فقد تبقي أمامهم خيار واحد فقط ..
منطقة الكهوف ..
كانت منطقة الكهوف تثير رعبهم دوما" منذ قديم الأزل ..
منذ زمن أسلافهم الأوائل .. والذين كانوا يرددون دوما" بأن ثمة شئ مخيف يختبئ هناك ..
ومن بين تلك الكهوف العشرة كان هناك كهف بعينه يستحوذ علي الجزء الأعظم من توترهم وقلقهم ..
كهف أطلقوا عليه إسم فك الشيطان ..
وذلك لأن فتحته تبدو وكأنها فك هائل .. وساعدت بعض الصخور البارزة علي تكوين ما يشبه الأنياب الحادة علي جانبيه العلوي والسفلي ..
مما منحه مظهرا" مخيفا" يثير الرعب في قلب أقسي الرجال صلابة وقوة ..
خصوصا" حينما يحل الظلام ويكتمل القمر كما هو الحال عليه في هذه الليلة ..
وعلي الرغم من عدم حدوث حوادث مخيفة هناك ..
سوي حادثة واحدة حدثت قبل قرن من الزمان بالضبط من الآن ..
إلا أن أحدا" لم يكن يجرؤ علي الإقتراب منها لمسافة مئة متر ..
تحرك الرجال بمشاعلهم نحو منطقة الكهوف وهم يشعرون بتوتر لا مثيل له ..
فقد كانت تلك أول مرة يقتربون فيها جدا" منها ..
ناهيك عن كونها بعد منتصف الليل ..
بحثوا جميع الكهوف بلا جدوي ..
ماعدا فك الشيطان ..
والذي كان يبدو مرعبا" تحت أضواء المشاعل المتراقصة ..
وكانت خطواتهم تدنوا منه في إرتجافة واضحة ..
وتدنوا من فتحته كئيبة المنظر تلك ..
وما أن أصبحوا عند فتحته تماما" ..
خرج ذلك الشئ مندفعا" بقوة ومرفرفا" بجناحية وهو يطير في الأفق ..
قال العمدة (بن) في سخرية : لا تخافوا إنه مجرد خفاش صغير !!
فتنهد الرجال في إرتياح ممزوج بالتوتر وهم يتابعون مسيرهم داخل الكهف حتي بلغوا منتصفه تماما" ..
وفجأة تسمرت أقدامهم في رعب ..
وشهق معظمهم من هول الموقف .. بل إن بعضهم قد فقد وعيه .. وآخرون تقيؤوا من بشاعة مارأوه أمامهم .. وأطلق البقية صرخات هلع وإشمئزاز ..
حتي العمدة (بن) نفسه لم يستطع منع تلك الإرتجافة التي شملته من قمة رأسه وحتي أخمص قدميه ..
‏ فقد كان مايرونه أمامهم بشع للغاية ..
بل وأبشع مما كان سيرد في أشد كوابيسهم بؤسا" وكآبه ..
‏*‏ * *
يتبع .....

السلام عليكم ورحمة الله
الموضوع في قمة الروعة
وبالتوفيق ي د
(اول كمونت)

بداية القصة موفقة في منتهى الروعة ..
والوصف هائـــــــــــــل جعلني حقا أمسك بفانوسي وأتبعهم دون أن يروني ...
لذا لم استطع رؤية ما رأوه ....
فقط بانتظار الباقي ...
وإلى الأمام دومــــــــــــــا

سعدت بمروركما وكذلك بتعليقكما
تحياتي وتقديري

جميل جدا يادكتور بالجد انا عايز اعرف باقي القصه حاول نزل لينا باقي القصه بعدين اسلوبك متمكن وجذاب جدا مزيد من التقدم لحدي ماتبقي زي برام استوكر؛

الفصل الثاني : الجريمة ...
السابع من شهر إبريل ..
الساعة العاشرة مساءا" ..
أي قبل تلك الحادثة بنحو ساعتين كاملتين ..
خرج (دي) من تلك الحانة التي تقع بعد تلكم الغابة القريبة والتي تفصلها عن قريته بنحو كيلومتر واحد فقط ..
خرج منها ثملا" تماما" بعد أن شرب لوحده عشرة كؤوس من الجعة ..
كان يحاول تجاهل مشاكله العديدة والتي تزايدت في الآونه الأخيرة .. بالإنغماس في الشرب و اللهو ..
كان هذا العام عام بؤس بالنسبة له كما كان يردد دوما" في كل مكان ..
ففيه فقد زوجته العزيزة بعد صراع طويل مرير مع المرض ..
صراع دام لأكثر من ستة أشهر كاملة وهو يذهب بها من طبيب لآخر بلا جدوي .. فقد أخبره الأطباء أنها تعاني من مرض جديد ليس معروفا" لديهم تماما" ..
وبالتالي فلا علاج له حتي هذه اللحظة ..
كانت مشاعره تتمزق بشدة وهو يراها تتلوي أمامه من شدة الألم ..
وهو يقف عاجزا" مكتوف الأيدي لا يستطيع أن يمد لها يد العون ..
وبعد صراع طويل رحلت روحها تاركة إياه في ذهول وصدمة عنيفين ..
ولم يكد يمر علي رحيل زوجته شهرين فقط ..
حتي أصيب بصدمة أخري ..
‏(فاي) صديقه المقرب جدا" ..
لقي مصرعه في حادث مروع أمام عينيه وبين ذراعيه ..
وأخيرا" وليس آخرا" ..
فقد عمله الذي لا يجيد سواه .. وذلك بعد أن تم فصله بسبب كثرة غيابه وإهماله ..
وبعد أن تضافرت عليه كل هذه المشاكل لجأ إلي الشراب وأفرط فيه لدرجة غير مسبوقة ..
هو الذي لم يقرب حانة قط في حياته ..
صار من أشهر روادها ..
وهاهوذا الآن يخرج مترنحا قاصدا" بيته ..
سار عبر طريق ممهد في الغابة وهو يطلق من بين شفتيه صفيرا" منغوما" لأغنية مشهورة ثم يقطعه بقهقهة عالية أحيانا" ..
وحانت منه إلتفاته إلي حيث تقع تلك الكهوف كئيبة المنظر .. والتي كان يرهبها منذ صغره بشدة و...
وفجأة لمح شيئا" ما يتحرك بسرعة كبيرة ويختبئ في ذلك الكهف المميز جدا" ..
في فك الشيطان ..
تردد طويلا" قبل أن يتخذ قراره في حذر ..
سيذهب هناك ليعرف ماهية ذلك الشئ ..
فليس لديه ما يخسره أكثر من ذلك ..
وفي خطوات مترنحه إتجه نحو فك الشيطان ..
وإقتربت خطواته أكثر ..
وأكثر ..
وأكثر ..
وعندما دخل الكهف وجد ذلك الشئ منحنيا" علي تابوت ما وهو يفحصه في إهتمام بدون أدني مصدر للإضاءة ..
( إذا" فهذا الشئ يري في الظلام ) هكذا قال (دي) لنفسه ..
ثم قال في صوت أراده صارما" ولكنه خرج علي الرغم منه متوترا" مرتجفا" : من أنت وماذا تفعل ؟!
إلتفت إليه ذلك الشئ في سرعة رهيبة ..
هتف (دي) في ذهول شديد إمتزج بالخوف : أن......
ولم يكمل جملته تلك أبدا" ..
لأن ذلك الشئ إنقض عليه في شراسة شديدة و...
ودوت تلك الصرخة الهائلة والتي حملت أقصي درجات الألم والعذاب ..
تلك الصرخة الرهيبة التي شقت سكون الليل وأيقظت سكان تلك القرية ..
فهرع رجالها بأسلحتهم ومشاعلهم ليبحثوا عن مصدرها ..
وعندما دخلوا هذا الكهف وجدوا أمامهم ذلك المنظر البشع للغاية ..
والذي سيظل محفورا" في عقولهم مدي الحياة ..
‏*‏ * *
يتبع ...

السلام عليكم ورحمة الله
جميل جدا ي دكتور
متألق دائما ي رب

ياسر .. د.آمنة .. مشكورين جدا علي المرور والتعقيب

الفصل الثالث : البحث عن القاتل !!
هناك ..
وفي منتصف الكهف تماما ..
كانت تقبع جثة (دي) ..
أو بالأحري ما قد تبقي منها ..
فقد تم تمزيقها والتمثيل بها بقسوة وبشاعة شديدتين ..
كان الرأس مفصولا تماما ومشطورا لجزئين .. وملقي بإهمال شديد وقد كانت الدماء تسيل منه في غزارة ..
ليس هذا فحسب ..
بل وتم إقتلاع العينين بعنف وتشويه ملامح الوجه تماما !!
أما باقي الجسد .. فقد كان متدليا رأسا علي عقب ومعلقا من رجليه بخطاف صدىء بدا وكأنه موجود ومثبت بسقف الكهف منذ قرون عديدة ..
وقد سلخ الجلد حتي منطقة البطن وترك متدليا في شكل مقزز جدا ..
وبالأسفل بركة دماء متجمدة زادت من قتامة الموقف ..
وراحت أسراب من الخفافيش تمص الدماء بشراهة وقد وجدت أخيرا وجبة دسمة جاهزة تعفيها عناء البحث ..
وأنتشرت بالمكان رائحة الموت الخانقة فإكتملت بها اللوحة ..
ظل الرجال يراقبون ما أمامهم في صمت وتوتر وكأنهم يخشون تمزيق سكون هذا المكان الكئيب ..
وأخيرا ..
وبعد برهة من الزمن غمغم أحدهم متوترا : يا إلهي !! .. إنه يبدو وكأنه إنتقام أكثر من كونه جريمة قتل !! ..
همهم بعض الرجال معلنين تأييدهم لقول زميلهم ..
ثم قال رجل آخر : السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو ما العمل ؟ .. أعني ما الذي يجب علينا فعله ؟! ..
قال العمدة (بن) : أعتقد أن أفضل ما علينا فعله هو دفن الجثة وعقد جلسة في الصباح الباكر للبحث عن هوية القاتل ..
قال أحد الرجال بسرعة : لا أظن ذلك إقتراحا سليما لأننا بذلك سنطمس الأدلة .. لذا أعتقد أن أنسب وأصح حل هو وضع حراسة علي مكان الجريمة وإخبار رجال الشرطة في الصباح الباكر .. فهم أدري بمثل هذه الأمور ولديهم من المقومات والإمكانيات ما يمكنهم من حل هذا اللغر بحنكة وسرعة ..
رمقة العمدة (بن) بنظرة نارية صارمة إنكمش لها الرجل في خوف .. ثم وجه نظره لبقية الرجال قائلا في حزم : أتوافقون علي إقتراح زميلكم ؟!
أومأ الرجال برؤوسهم علامة الموافقة ..
عندها قام العمدة بإختيار مجموعتين تتبادلان الحراسة كل ثلاث ساعات حتي شروق الشمس وقدوم رجال الشرطة ..
‏*‏ * *
الثامن من إبريل ..
الساعة الثامنة والنصف صباحا ..
إكتظت القرية بعدد من رجال الشرطة وخبراء البحث الجنائي ..
يتقدمهم العقيد (إكس) ..
وهو من أشد رجال الأمن كفاءة ومهارة وذكاء ..
حيث أنه لم يفشل بمهمة كلف بها قط ..
وكان رجلا مربوع القامة .. قوي البنية .. تعلو الهيبة والصرامة قسمات وجهه الوسيم وقد وخط الشيب فوديه مما زاده وقارا وإحتراما ..
أخذ رجال الشرطة يستجوبون الجميع بمن فيهم (بن) نفسه والذي أجاب بأنه كان بمنزلة ساعة وقوع الجريمة ..
ثم أخذوا يمشطون القرية بدقة ..
وإمتد بحثهم للحانة نفسها ..
ولكن لم يسفر بحثهم سوي عن زجاجة جعة فارغة وآثار أقدام (دي) ..
والتي كانت تتجه لآخر مكان تبقي لهم أن يبحثوا فيه وبداخله ..
نحو الكهف المخيف ..
فك الشيطان ..
كانت الشمس قد مالت للمغيب حينما إتجه الجميع نحو الكهف ..
رجال القرية وقد كان عددهم عشرون ..
العمدة (بن) ..
رجال الشرطة وخبراء البحث الجنائي ..
العقيد (إكس) ..
وتوغلوا بداخله حتي وجدوا أمامهم أربع فتحات أخري تقود لأربعة إتجاهات مختلفة ..
فانقسموا بالتبعية لأربع مجموعات متساوية تضم كل مجموعة خمسة عشر رجلا ..
وقد ترأس العمدة (بن) إحدي المجموعات .. وترأس العقيد (إكس) مجموعة أخري .. وعين رجلين آخرين ليترأسا المجموعتين المتبقيتين ..
وسلكت كل مجموعة إتجاها مغايرا ..
فسارت مجموعة (إكس) بداخل أول فتحة ..
وإختارت مجموعة (بن) الفتحة الأخيرة .. حيث سار أفراد مجموعته وكان هو يسير من ورائهم بالمؤخرة ..
وانقضت نصف ساعة من البحث والمسير ..
و ..
وفجأة دوت صرخات ألم هائلة وصوت إرتطام عميق ..
صرخات ألم شديدة مصدرها كان قادما من ثلاث إتجاهات ..
الثلاث فتحات الأخيرة تحديدا .. والتي سلكها (بن) ومجموعته .. والرجلين ومجموعتيهما ..
وكانت مجموعة العقيد (إكس) قد وضلت لباب حديدي ضخم عند نهاية فتحتهم التي إختاروها .. حينما سمعوا تلك الصرخات القوية والتي تدل علي حدوث شئ رهيب ما لبقية المجموعات الثلاث ..
وحينما إلتفت (إكس) ومجموعته للبحث عن السبب .. هبط من السقف قفص فولاذي ضخم أحاط بهم جميعا ..
وفجأة دوت في المكان ضحكة شيطانية ساخرة ..
وإنفتح الباب الحديدي ..
وحينما إلتفتوا لمصدرها ..
إتسعت عيونهم في ذهول شديد وصرخوا بصوت واحد : مستحيل !!
فقد كان مايرونه أمامهم غير متوقع علي الإطلاق ..
بل كان مفاجأة ..
مفاجأة مذهلة بكل المقاييس ..
‏*‏ * *

قصة ممتعة ...و
وصف الجثة فظييييع :affraid:
في انتظار البقية ...

ماشاء الله ي د متميز ديمة ي رب
العدد حلو جدا بس ما تطول علينا

الفصل الرابع : النهاية ..
صمت تام خيم علي الجميع ..
وهم يحدقون فيمن أمامهم بذهول شديد ..
فقد ألجمت الصدمة ألسنتهم تماما وأكتفوا بالنظر فقط ..
وأستمر هذا الوضع طويلا ..
وأخيرا قال العقيد (أكس) ببطء شديد : أعترف بأنني لم أكن أتوقع هذا مطلقا .. ولكن كيف ولماذا فعلت ذلك ؟! ..
إنطلقت ضحكة ساخرة أخري ثم قال صاحبها بغرور شديد : كنت واثقا تماما من أن عقولكم المحدودة لن تستطيع بلوغ ولو جزء يسير من عبقريتي المفرطة ..
ولذلك فأنا أدين لكم بتفسير كل شئ ..
وسأعتبر ذلك هديتي الأخيرة لكم قبل القضاء عليكم جميعا ودفن سري معكم للأبد ..
بالنسبة للشق الأخير من سؤالك يا رجل الأمن المحنك .. فالجواب واضح جدا إن كنت تقصد قتلي ل (دي) ..
حيث أنني والحق يقال لم أكن أخطط لقتله أبدا ..
ولكن تطفله وسوء طالعه هما اللذان أوقعاه في طريقي .. وكان فضوله سببا في خسارته لحياته ..
" Curiosity killed the cat "
أما بالنسبة لتمثيلي بجثته .. فهي عادة قديمة لم أستطع التخلص منها حتي هذه اللحظة .. وإن كنت نادرا ما أمارسها علي بني البشر ..
بالنسبة للشق الأول من سؤالك عن الكيفية .. فالقصة طويلة ومؤلمة ومريرة بعض الشئ ..
قبل عقود طويلة ..
وقتها كنت صغيرا جدا ..
وكان والدي شديد القسوة لدرجة أنه كان يضربني بعنف شديد لأتفه الأسباب ..
ولأن حجمي وقتها كان ضئيلا .. فقد كنت أيضا أتعرض للضرب المبرح من قبل أقراني ومن أكبر مني في القرية ..
وهذا يعني بالتبعية أنني كنت أتعذب داخل وخارج منزلي ..
مما ولد بدواخلي كراهية شديدة لبني جلدتي جميعا ..
بني البشر ..
وفي إحدي موجات غضب عارمة قتلته ..
نعم قتلت والدي ..
وذلك بأن سددت له العديد من الطعنات وهو نائم ثم قمت بذبحه بوحشية وغل شديدين ..
وحينما أفقت من نوبتي تلك .. شعرت براحة نفسية شديدة ..
فلن أعاني بعد الآن علي يديه ..
وتبقت أمامي مشكلة صغيرة ..
كيف سأتخلص من جثته تلك ؟! ..
ولم أجد أمامي سوي حل واحد ..
فك الشيطان ..
وفي ليلة إشتد ظلامها .. سحبت جثته ودفنتها هناك ..
وأنا علي يقين تام بأن أحدا لن يجرؤ علي الإقتراب من هذا الكهف ..
خصوصا وأنني أعلنت في الصباح الباكر أن والدي قد دخل الكهف ولم يعد حتي الآن ..
ومنذ ذلك اليوم والجميع يخشي الإقتراب من هذا الكهف ..
وأيضا منذ ذلك اليوم إتخذت فك الشيطان وكرا لي ..
وبكل صبر قمت بعمل هذه الفتحات الأربعة التي دخلتم منها ..
ليس هذا فحسب ..
بل وجعلت بكل منها فخ قاتل ..
خصوصا في الفتحات الثلاث الأخيرة .. حيث توجد حفرة عميقة جدا بها أسنان معدنية مدببه وحادة .. ولذلك سمعتم صوت ذلك الإرتطام وكانت صرخاتهم نتيجة لإختراق تلك الأسنان المدببه لأجسادهم ..
وأما هذه الفتحة فقد وضعت بها هذا القفص الذي تقفون بداخله كنوع من الإحتياط ..
أتعلمون لماذا ؟!
لأن خلف هذا الباب الحديدي الضخم توجد غرفة مكتبي ..
ولكل فتحة باب حديدي مماثل تقود جميعها لغرفة مكتبي بالمنزل ..
لذا لم يكن من الممكن أبدا أن أسمح لكم بالإستمرار والبحث أكثر وإلا سينكشف أمري .. وتظهر حقيقتي ..
والآن وقد علمتم سري الخفي .. لم يعد أمامي سوي حل واحد ..
قتلكم جميعا رميا بالرصاص ..
لذا قولوا وداعا لهذه الدنيا الفانية ..
و ...
ودوي في المكان صوت طلق ناري ..
أعقبه صوت إمرأة تقول : يبدو أنك نسيتني .. لم أكن لأسمح لك بالإستمرار في جرائمك وقتل هؤلاء الأبرياء ..
إلتفت إليها وهو يترنح متألما والدماء تسيل بغزارة من ثقب صغير بجوار قلبه تماما : أنتي ؟! .. كيف تقتلين زوجك وحبيبك ؟! ومن أجل من ؟! من أجل هؤلاء ؟!
قالت وهي تسقط سلاحها وتنهار باكية بحرقة شديدة : نعم لا أنكر أنني قد أحببتك بكل جوارحي .. ولكن هؤلاء هم أهلي وأهل قريتي التي تربيت فيها .. وحين سمعت قصتك أدركت أنني قد تزوجت سفاحا يستلذ بدماء الآخرين .. وليس إنسانا آدميا سويا يحمل مشاعر الحب والرحمة والعطاء ..
الوداع يا من ملك روحي وقلبي ..
الوداع يا (بن) ..
وسقط العمدة (بن) جثة هامدة ..
الرجل الدي قتل العديدين بدم بارد ودون أن يرمش له جفن ..
قتلته أقرب المخلوقات لقلبه القاسي ..
زوجته الحبيبة ..
والتي لم تحتمل فكرة أن زوجها قاتل لايقيم للحياة البشرية وزنا ..
و طوت بذلك صحفة سوداء في تاريخ تلك القرية مازالت أصداءها تردد حتي هذه اللحظة ..
‏*‏ * *
تمت بحمدالله وفضله ..
د. عروة
نوفمبر 2010 ..

وااااااااااااااااو ...العمدة (بن)؟؟ :shock:
الحقيقة ما كنت مرتاحة ليو بس ما اتخيلت انو دا هو السفاح !!!!
مشكووور يا دكتور امتعتنا :)

القصة رووووووووووووووووووعة
منتظرين ابتدعاتك