(1) :
الزمان : حقبة ما في المستقبل البعيد . .
المكان : كوكب الأرض . .
إنتهي كل شيء فجأة . .
دمار رهيب حل بكل شئ . . وأبخرة سوداء قاتمة تتصاعد بكثافة شديدة من شقوق ضخمة هنا وهناك . .
ورائحة الموت الخانقة تغلف الأرض كلها كغلاف جوي ثاني . .
لم تعد الأرض خضراء جميلة كما عهدناها سابقا . .
فقد إنتشر بها وباء رهيب . .
قضي علي معظم سمات الحضارة والعمران . .
رفعت أجناس وفصائل كثيرة من الكائنات الحية راية إنقراضها ودخولها تحت مايسمي ب "كانت هنا يوما ما" . .
صارت السماء حمراء قانية بلون الدم ..
والأرض قد تشققت وتصدعت وخلت من النباتات أو كادت ..
والسبب نيزك ضخم كان قادما من أرجاء الكون السحيق ..
والذي كان من المفترض وفقا لكل الحسابات الفلكية أن يمر من بعيد ولكنه غير مساره في آخر لحظة فجأة وإتجه نحو مجموعتنا الشمسية . .
ربما كان نتيجة لقوة جاذبية الشمس . .
أو ربما لأسباب أخري خفية . .
المهم أنه إتجه بكل قوته نحو كوكب الأرض . .
ثم أخترق غلافه الجوي في عنف . .
وحدثت الكارثة التي لم يضعها أكثر أهل الأرض تشاؤما في حسبانه أبدا . .
وعم الوباء أرجاء الكوكب . .
وحكم بالفناء علي معظم كائناته الحية . .
وكان أولها الجنس البشري . .
والذي لم يستطع بكل قوته وذكائه وتطوره أن يتصدي له . .
وهكذا إنقرض معظم أفراد هذا الجنس الذي كان يوما ما من أعظم الأجناس في المجرة . .
ولأنه لايوجد أمر يتحقق نسبة 100% . .
فقد إستطاعت نسبة من البشر النجاة بوسيلة ما . .
ولكن كان لابد من ثمن باهظ . . وكان هذا الثمن هو حدوث تغييرات وطفرات وراثية مفاجئة طرأت علي من تبقي من كائنات حية تبقت علي سطح الكوكب . .
بالطبع ليس كلها ولكن معظمها . .
فقد ظهرت أنواع مخيفة وشرسة جدا من الحيوانات والنباتات ذات صفات لم توجد بأسلافها قط . .
أما البشر فقد كانت طفراتهم بسيطة جدا لاتتجاوز ظهور أنياب حادة ومخالب طويلة وبشرة قاسية جدا . . وكانت نسبة المتحولين وراثيا قليلة جدا مقارنة باللذين ظلوا علي طبيعتهم . .
ومن بين هؤلاء البشر الذين كتب لهم النجاة وظلوا علي طبيعتهم . .
كان بطلنا . .
(سيف) . .
أحد أكثر علماء كوكب الأرض عبقرية وذكاءا في فترة ماقبل الوباء . .
هو رجل مربوع القامة . .
مفتول العضلات . . فقد كان بطلا سابقا لكمال الأجسام لعدة دورات متتالية . .
عريض المنكبين . . يشع الذكاء بوضوح من عينيه الضيقتين . .
كما أنه مقاتل فذ لايشق له غبار يجيد العديد من فنون القتال و الدفاع عن النفس من تايكندو وجودو وكاراتيه . .
وتوج ذلك كله بثقافته وسعة إطلاعه وأدبه الجم . .
وقد كان يحتل منصب رئيس مركزالأبحاث والنانوتكنولوجي . .
حيث أنه كان يحمل درجة الدكتوراة في كل من علوم النانوتكنولوجي والهندسة الإلكترونية وعلم البيولوجيا . . كما أنه قد نال درجة الأستاذية قبيل الكارثة بشهور قليلة . .
بإختصار شديد كان خبيرا تقنيا وبيولوجيا لايشق له غبار . .
وقد كان يملك العديد من الأجهزة التكنولوجية الحديثة جدا بمقاييس تلك الفترة . . ولكنها كانت بمخزن سري كان بعيدا عن موقعة ساعة وقوع ذلك الوباء الفتاك . .
لذا كان أمامه مهمتين خطيرتين :
أولا العثور علي وكره السري وهذا أمر سهل ومقدور عليه . .
ثانيا كان عليه العثور علي مادة (العرواتينيوم 99) والذي لا يوجد إلا في بقايا النيزك المحطم . . وهي التي تحتل أولوياته حاليا . .
وذلك حتي يستمد منه الطاقة اللازمة لتشغيل جهاز إليكتروني عملاق -قام بإبتكارة حديثا ولم تسنح له الفرصة لتجربته عمليا وقد تركه بالوكر السري- يقوم بتنقية الغلاف الجوي من التلوث وإصلاح الطفرات الجينية عن طريق إطلاق DNA معدل وراثيا بتقنية النانو في الهواء يقوم بدخول نواة الخلية وبدء عمليات إصلاح الخلل الموجود . .
ومن ثم إيجاد بيئة صالحة لإزدهار الكائنات الحية والجنس البشري من جديد . .
وهي بكل تأكيد مهمة صعبة للغاية . .
@ @ @ @ @
يتبع . . . . .