يؤسفني بل وتؤرقني تلك التحليلات السياسية لثورة الشباب في العالم العربي ووصفها بأنها ثورة ضد الأنظمة الحاكمة بالمنطقة وتسميتها بمسميات حكومية أو معارضة تفرغها عن محتواها لتعبر عن إحتياجات كل منهم في صلف ساذج يستبيح احلام الثوار بلا هواده ليضيف لملفات السياسية رهقا" آخر.
فاليتوقف العجزة والمسنين سياسيا" وثقافيا" عن اسلوب الوصايا الغيبية هذا.
ولكي اسمح لنفسي بتفسير موجة الغضب هذه يلزمني تعريف للأتي:-
1) حركة الإصلاح. هي قائمة مطالب للنظام.
2) الثورة. هي قائمة مطالب ضد النظام.
أي بمعني أن الثورة تكون في مخاضها حركة إصلاح استعجل صناعها أو إستحال الإصلاح.
بالرجوع لحالة الغضب تلك نجد أنها حالة إحتجاجية للنظام الإجتماعي الثقافي الإقتصادي وكانت الساحة السياسية لسانها الفصيح وذلك للأبوه المفروضة قهرا" جميل علي كافة القطاعات وهذا ناجم من عدم صناعة مواعين وهياكل وثقافة المعاش الإختياري عندنا يظل الحصان يحمل حتي الإصابة المقعده او الممات هي حقيقة لا مناص غير الإعتراف بها.
بعض قادتنا يعتقدون أنهم يحسنون صنعا ويوصمون كل من يقل غير ذلك أنه جاهل أوعميل والأحوال تتدهور وتذهب مبتسمة نحو الحضيض في قلق واضح من مراقبين مكتوفي الأيدي بفعل الخوف أو الإحترام المخل، يزداد القلق حتي يفوق حد الإحتمال فيستحيل الي ثورة، والثورة نتيجة وليست سبب ولا ينفصل السبب عن المسبب مهما كان السبب هنا فقط يكمن السؤال،
لماذا ثرنا؟
دعوني أحكي هذه القصة :
عندما كنا بالجامعة كان لنا عميد يري كل من بالكلية علي أنهم حيوانات عدا هو وقطة له. ثار عليه الطلبة بقائمة مطالب مشروعة تعاطف معها الشارع قبل مجلس الأساتذة وأصبحت تتحقق المطالب في ساعات واحد تلو الأخر وقدري أن كنت من الناطقين بإسم الثورة فإذا بنا نتفاجا بأصوات هادرة (إستقيل ياثقيل) وماكان لهذا قد خرجنا ، حاولنا كبح جماح هذا المطلب الآتي باكرا" خوف إنهيار ماتحقق وقد كان . ذهب العميد وبقيت مطالبنا ميته علي بينشات الإدارة بلا أكفان.
فمطالب هذا الجيل حقوقهم في عملية الدفع والترقي داخل النظام الإجتماعي والثقافي والإقتصادي والسياسي وتجدد دماء الفكرة والكيان .
الثورة حركة يخافها شباب وشيب الحكام ويسرقها عواجيز المعارضة في أي نظام عربي كما أسلفت . وتجدد الدماء هذا لايكون بعملية الترميز التضليلي .
. يتبع . . . .