وتمضي الأيام . .
ويمضي معها العمر ببطء متسارع . .
العمر . .
تلك القيمة الثابته غيبيا والمتناقصة دنيويا مع الأيام . .
كل ثانية تمضي لا يمكن إرجاعها مهما كان الثمن . .
قيل قديما :
" الوقت كالسيف ، إن لم تقطعه قطعك " . .
لا يدرك المرء صدق هذه المقوله إلا حينما يشتعل رأسه شيبا وتفقد بشرته نضارتها ومرونتها !! . .
تمر اللحظات الحلوة بسرعة كلمح البصر . . أما التعيسة فتمضي كما السلحفاة . .
ولا يبقي من هذه أو تلك ، سوي ذكري عابرة تفرض نفسها أحيانا بدون مقدمات . .
في مرحلة من العمر يشعر المرء بالعنفوان والحماس يتدفق في عروقه بقوة وبأن الدنيا لاتسع طموحاته وأحلامه و...و...و...إلخ . . وهي فترة المراهقة والشباب التي أعني . . أو ربيع العمر كما يطلقون عليه أحيانا . .
ثم تنضج أفكاره وآراؤه وينظر لما حوله بمنظار متزن يتسم بالعقلانية والمنطق . . وهو ما يطلقون عليه لفظ خريف العمر . .
وبعد فترة عمرية قد تطول أو تقصر يحدث التأثير العكسي فيعود المرء بالتصرف كما لو كان طفلا صغيرا . . وهي فترة الشيخوخة والهرم كما نعلم . .
وقد تستمر هذه الفترة لمدة بعدها ينتهي كل شيء ويتوسد الإنسان مساحة صغيرة لا تتعدي شبرا في شبر قد تكون نعيما أو جحيما حسب أعمالك . . وهي مرحلة الموت . .
وأخيرا يعود الإنسان كما كان شابا فإما إلي جنة وإما إلي نار . . وهي مرحلة ما بعد الحساب والقيامة حيث الخلود الأبدي . .
إذا فالخيار لك أنت . .
وأنت من يحدد مسارك ومن ثم مصيرك منذ البداية . .