منتدي بستان المعارف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي بستان المعارف

منتدي بستان المعارف منتدي يشتمل علي شتي صنوف العلم والأدب والمعرفة ...
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
» انظر ما أبكى الرسول لعلك تتوب
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 10, 2014 4:37 pm من طرف مدير المنتدي

» الغــــــــول .. بقلمي
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 07, 2014 3:15 pm من طرف د. عروة

» روايـة الموت فى قطرة .. رجل المستحيـل .. بقلم د. نبيـل فاروق
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالسبت يوليو 12, 2014 6:18 pm من طرف مدير المنتدي

» سلسلة ماوراء الطبيعة (كــاملة).. د. أحمد خالد توفيق
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالإثنين فبراير 24, 2014 7:10 pm من طرف مدير المنتدي

» أسطورة الأســــــــــــاطير ج1 ..روايات ما وراء الطبيعة .. العدد الأخير (80)
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالإثنين فبراير 24, 2014 6:58 pm من طرف مدير المنتدي

» حلقات مسلسل النمر المقنع ..
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 17, 2013 10:03 pm من طرف مدير المنتدي

» عطش الفريق ---------------- بقلمي عبدالقادر الصديق
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالخميس يونيو 27, 2013 4:44 pm من طرف gidro87

» نتيجة إمتحانات الشهادة السودانية 2013 . .
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالسبت يونيو 22, 2013 11:15 pm من طرف مدير المنتدي

» زوزانكـــا .. بقلم د. أحمد خالد توفيق
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالإثنين يونيو 10, 2013 5:03 pm من طرف مدير المنتدي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدي
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
د. عروة
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
amna alamin
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
Mussab
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
آلاء
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
shahir
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
ياسر almak
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
gidro87
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
Dr.S
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
بشير الطيب
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_rcapMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_voting_barMutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_vote_lcap 
Google Search
زوار المنتدى

.: عدد زوار المنتدى :.


 

 Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مدير المنتدي
المدير العام
المدير العام
مدير المنتدي


أوسمة أوسمة : وسام الإداري المميز
عدد المساهمات : 734
نقاط التقييم : 12165
تاريخ التسجيل : 13/05/2009
العمر : 37
الموقع : Sudan
العمل/الترفيه : د.صيدلي

Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق   Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 6:18 pm

Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق 3443168097
(1) :
مع الوقت بدأت تلك المجموعة من الصور تجتاح شبكة الإنترنت..
يمكن أن تصلك الصور في خطاب أو اثنين، لكن في الآونة الأخيرة بدا كأن كل الخطابات يحوي مشهدًا أو اثنين.. إن أفلام الفيديو صارت أقصر وأكثر وضوحًا وأسهل في إرسالها بريديًا..
هناك من يهوى زيارة تلك المواقع الرهيبة.. الفكرة هي أنك تريد أن ترى أقصى مدى تصل له بشاعة الأمور، وبعد هذا تنتشي بأنك ما زلت حيًا...
لهذا يحقق موقع mutilated.com معدلات مخيفة في الزيارة.. وهذا يدل على أن الناس ليسوا على ما يرام تمامًا.. من يحب زيارة هذه المواقع الشنيعة هو بالتأكيد مريض نفسي آخر.. لا أحد يحب أن يرى جثة تم انتزاع عينيها.. لا أحد يحب أن يرى جرحا امتلأ بالديدان، أو يرى مخّ فتاة هشمته عجلة الحافلة وعجنته بالأسفلت..
لا أحد يحب هذه الأمور أو هذا ما يخيّل لك.. لكن عداد هذه المواقع يؤكد أن الموت سلعة مرغوبة ومشتهاة ومحبوبة.. الموت البشع طبعًا..
هناك بالتأكيد عنصر آخر.. ليس السادية فحسب، بل هو عامل طفولي يشبه ما نعرفه عندما كنا نخفي الضفادع في جيوبنا ونحن أطفال لنخيف الفتيات.. إنه شعور من يهوى الغرائب والطرائف.. وفي الوقت ذاته لا بد من لمحة "رعب" أو "إرعاب"..
هكذا دخل كثيرون هذا الموقع.. وهكذا رأى الكثيرون ما فيه من صور.. وهكذا بدأوا يرسلون لبعضهم ما وجدوه..
***
سأقول لك يا غادة إنك فعلاً تثيرين أعصابي في الفترة الأخيرة.. سأقول لك إنك كثيرة الطلبات كثيرة الشكوك.. عصبية على شيء من التسلط.. سأقول لك إنني استنفدت حبي لك ولم أعد أستطيع تذكّر الكهرباء القديمة.. الرجفة الأولى عندما كنت ألمس أناملك أو أراك وسط الزحام فتضحكين لي..
اشتهاء؟ هذا صحيح.. الشيء الوحيد الذي بقي والذي أحمله لك طيلة الوقت، فيما عدا هذا لا أطيق أن أقول لك كلمة حب أو أهمس لك بأي شيء رقيق..
بصراحة أنت مملة.. مملة.. متسلطة.. متسلطة.. لا تكفين عن التهام نفسك غيرة، وطباع الأنثى فيك متضخّمة بحق.. عندما أقول إن فلانة جميلة تنهالين عليها بالسباب وكم هي متصنّعة فاسدة ماجنة، فإذا قلت إن فلانة قبيحة وأنا أكرهها صارت أرقّ كائن في الوجود بالنسبة لك.. أنتم الرجال ليس لكم في الطيب نصيب... إلخ.
بصراحة لم أعد راغبًا إلا في الخلاص منك يا غادة، لكن كيف؟
لا أستطيع أن أقولها صراحة:
ـ "اذهبي إلى حيث ألقت"
لا أملك هذه الجرأة.. التنصّل الناعم والاختفاء بلا جدوى؛ لأنك تعرفين دومًا كيف تجدينني، وتعرفين كيف تتصّلين من الشارع من رقم لا أعرفه، أو تأتين إلى المكتب الهندسي في وقت لا بد أن أكون فيه هناك.. بشكل ما أنت تعرفين حفلات الزفاف التي أحضرها وتتواجدين فيها.. بشكل ما تذهبين للسينما عندما أذهب أنا خلسة.. في كل مرة تتأبطين ذراعي قائلة إنك خطيبتي.. أعرف أن هذا صحيح لكنه وضع مؤقت، وعلى الأرجح لن يطول.. أنت تضعين عليّ خاتمك وعلامتك.. آسف للتعبير القاسي لكنك تتصرفين كما يفعل الذئب البري عندما يقضي حاجته عند حدود مربع منطقته، فيحرم على أي ذئب آخر الاقتراب.. كلما قابلتك تذكرت هذا التشبيه، وتذكرت أنك Territorial بالمعنى الحرفي للكلمة..
هذا يزيد رعبي.. كل هذا التملّك ونحن على البر فماذا عنا عندما تبحر السفينة، وعندما نصير في قلب المحيط، وعندما يصيح الصائحون أن العودة مستحيلة وأننا سنهوي من فوق حافة العالم؟
لن أنتظر..
سوف نفسخ الخطبة إن شاء الله.. سأكون شجاعًا وأفعلها..
سوف أتخلص منك إن شاء الله.. سأعود حرًا..
لا أحد يضع علامته عليّ.. لا أحد يضعني في منطقته..
اشتهاء؟ هذا صحيح.. الشيء الوحيد الذي بقي والذي أحمله لك طيلة الوقت.. لكن ثمن الظفر به غالٍ جدًا.. ثمن يساوي حياتي كلها..
سوف أتخلص منك يا غادة.. وعندها سوف تجدين أحمق آخر غيري.. لماذا أنا بالذات؟
الحمقى كثيرون يا صغيرة.. اذهبي وجدي واحدًا سواي..
***
وصلتني أولى الصور يوم الثلاثاء (لعله الأربعاء؟)..
كنت جالسًا في مكتبي أتفقد البريد الإلكتروني.. كالعادة هناك ألف خطاب من غادة، وهي تتوقع أنني أقرأ.. طبعًا لا تتصور ولا تتخيل أنني أمسح الخطابات أولاً بأول.. لم أعد أطيق قراءة أفكارها السخيفة.
أعرف يقينًا أنها ترسل لي بعدة أسماء وهمية.. أسماء فتيات طبعًا.. عندما ترسل لي فتاة اسمها "شيري المغرية"، وتقول إنها رائعة الجمال وعندها 20 سنة وتعشقني بجنون، فإنني أدرك أن هناك مقلبًا.. هذا نوع من الاختبار لأخلاقي.. وهذا النوع من الخطابات بالذات هو الذي أفتحه كي أغيظها.. لا بد أن أنثر عبارة أو عبارتَيْ غزل في ردّي لتُجَنّ..
وصلني خطاب من فتاة تدعى "لوعة".. اسم آخر واضح أنه ملفّق.. لو كانت هناك فتاة اسمها "لوعة" فلا بد أنني عمر الشريف.. فتحت الخطاب فلم أجد أي كلام.. فقط هناك مشاهد بشعة لعملية تشريح جثة..
أربع صور تظهر فتح البطن وإخراج الأحشاء و... مَن السادي المجنون الذي يرسل لي صورًا كهذه؟
تخلّصت من الخطاب طبعًا لاعنًا أبا الملل الذي يدفع الناس للتسلية.. للموت حرمة لذا لا أفهم أن تقتحم لمجرد رغبة العبث.
فجأة وصل خطاب جديد ممن يدعى "ميدو".. فتحت الخطاب ففوجئت بنفس الصور السابقة.. من هذا؟ هل هي تفاصيل تشريح زعيم العالم، أم ماذا؟ بحثت عن اسم صاحب الجثة فلم أجد.. لا توجد أي بيانات..
بعد ساعة وجدت ثلاث خطابات مماثلة.. لقد جُنّ الجميع إذن..
دقّقت في الصور أكثر..
هناك شعر كثيف.. مثلي.. هناك ندبة لجراحة زائدة دودية قديمة.. يبدو أننا نتشابه في أشياء كثيرة.. حتى هذا التي شيرت الذي ينزعونه عن الجثة في لقطة، عندي مثله بالضبط وقد كتب عليه:
Go Get’em Joe
"هلم اظفر بهم يا جو".
الأمر غريب فعلاً.. لون البشرة واحد.. لا أرى الوجه لكن هناك قلادة حول العنق.. قلادة ذهبية تشبه قرن الشطة.
قرن الشطة؟
الأمر يتجاوز فهمي للأمور..
هذه الجثة التي يمزقونها، والتي تتدفق عليّ صور عملية تشريحها، هي ببساطة جثتي أنا.. لا شك في هذا!
*************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ma3arif.ahlamontada.net
مدير المنتدي
المدير العام
المدير العام
مدير المنتدي


أوسمة أوسمة : وسام الإداري المميز
عدد المساهمات : 734
نقاط التقييم : 12165
تاريخ التسجيل : 13/05/2009
العمر : 37
الموقع : Sudan
العمل/الترفيه : د.صيدلي

Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق   Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 6:22 pm

(2) :
في الأيام التالية فطنت لحقيقة أن الإنترنت تعجّ بصور عملية تشريحي، يبدو أن هذه أشهر صور في التاريخ، ولو كنت أكثر جرأة لطالبت بحق الأداء العلني.. طبعًا لم أرَ وجهي في أي صورة، لكن الإنسان الذي لا يتعرف على سمات جسده أحمق.. وأنا لست أحمق..
كان الخاطر الأول الذي لاحقني هو أن هذا مقلب من غادة، إن الفوتوشوب هو لغة العصر، وسوف يأتي يوم نكتشف فيه أننا غير موجودين في هذا العالم بل تمّت إضافتنا بإحدى حيل فوتوشوب.. إذن هناك من استعمل صوري ولفّقها على صور جثة.. والغرض هو ترويعي أو هي دعابة ثقيلة.
اتجه ذهني على الفور إلى غادة.. لو كان هناك من يفعلها فهو غادة، التي أثبتت أنها قادرة دومًا على ارتكاب أكثر الأفعال حماقة..
لقد قامت بالتلفيق على الأرجح، ثم راحت ترسل لي هذه الصور من أكثر من حساب.. يمكننا أن نعرف أنها هي مودي ولوعة وأي واحد آخر..
على كل حال قررت أن أجري بحثًا مدققًا عن هذه الصور.
كان هناك البحث الصوري الخاص ببرنامج جوجل، وهو عمل عبقري في رأيي.. تضع الصورة التي تريدها ثم تطلب منه البحث..
هكذا أجريت بحثًا عن صور تشريحي اللطيفة هذه..
وهكذا وجدت ذلك الموقع اللعين Mutilated.com وقد أصابني الهلع: موقع مهمته أن يعرض لنا صور الجثث التي كانت نهايتها شنيعة، أو تعرّضت لأسوأ مصير، أو -في أبسط صورة- الجثث التي تحلّلت أو تعفّنت..
يبدو البحث هنا كأنك تبحث في مقبرة فعلاً، لكني وجدت الصور أخيرًا.. وكان هناك عنوان يقول بالإنجليزية:
"من مصر.. الحب يصنع المعجزات"
وهو عنوان ساخر طبعًا يعني أن هذه جريمة عاطفية لا تصدّق.. بدأت أقرأ الخبر، فوجدت أن صاحب الجثة رجل من مصر عمره خمسة وثلاثون عامًا، قتلته خطيبته بطريقة بشعة عندما حاول هجرها..
طريقة بشعة؟ ما هي؟ آه.. أدخلت قناة وريدية في عروقه ثم راحت تنفخ الهواء بفمها حتى أحدثت سدة هوائية.. تشنّج وارتجف ثم مات.
يا ساتر يا رب.. الغريب أن طريقة الوفاة واردة جدًا بالنسبة لي. من الطبيعي جدًا أن تقتلني غادة لو شعرت بأنني أتملص منها.. دعك من أنها طبيبة.. أي أن عندها الخبرة الطبية التي تجعل طريقة القتل هذه سهلة.. هذا شيء لن يدهشني أبدًا.. ذات مرة قلت لها إنني راغب في إنهاء العلاقة، فاتسعت عيناها، وصارت أقرب إلى نمر متوحش.. اتسعت عيناها جدًا جدًا وصارت الحدقتان كأنهما نقطتان بقلم وسط البياض ثم قالت بصوت كالأفعى:
ـ "ده إنت تبقى سافل!"
وكان هذا كافيًا لأن أضحك وأتظاهر بأنني أمزح.. لقد رأيت لمحة من تحوّلها إلى أفعوان أسطوري مخيف خارج من ملاحم الخواجة هوميروس.. لا يا سيدي.. لتذهب الشجاعة للجحيم..
الاحتمالات إذن أن هذه صدفة نادرة عجيبة جدًا.. وفاة الشخص الذي يشبهني والذي له خطيبة تشبه خطيبتي.. الاحتمال الثاني أن هذه صور ملفقة أرسلها صانعها للموقع.. الموقع يستمد محتواه من القراء..
رحت أتصفح باقي الصور.. تداخلت الرؤى الشنيعة في ذهني، لكني توقفت للحظة عند صورة لرأس مقطوع معلّق فوق سلك هاتف على الطريق الزراعي.. وكل شيء يدل على أنها صورة مصرية أخرى. كان التعليق يقول:
"من مصر.. حافظ على رأسك عندما تركب القطار"
طريقة تعبير ساخرة أخرى.. حافظ على رأسك معناها "تعقّل".. كانت القصة التقليدية عن الرجل الذي ركب على ظهر القطار تفاديًا لدفع التذكرة، وبالطبع نسي ووقف بينما هناك جسر آتٍ بسرعة.. طار الرأس في الهواء واستقر على سلك الهاتف.
اكتفيت جدًا من هذا الموقع، وشعرت بأن معدتي تتقلص.. سوف أقضي ليلة ليلاء بسبب هذه الصور وهذا المزاج الأسود..
***
بعد يومين بالضبط وأنا في المكتب وجدت الخبر في الجريدة..
كان هناك خبر عن متسكّع ركب فوق القطار المتجه من بنها للقاهرة، ويبدو أنه فقد رأسه بالمعنى الحرفي للكلمة.. كانت هناك صورة للرأس.. لم تكن نفس الصورة في الموقع لكنها لنفس الشخص كما هو واضح.
بدأت يدي ترتجف.. حملت الجريدة ودخلت الحمام لا لشيء إلا لأنفعل دون عيون فضولية.. الحادث وقع أمس.. أنا رأيت الصور منذ ثلاثة أيام... ومعنى هذا أنها أرسلت للموقع قبل هذا بفترة.
هناك شيء غريب.
موقع Mutilated هذا سابق لزمننا ببضعة أيام.. إن ما يظهر فيه من صور لم يكن قد حدث بعد عندما نشره الموقع.. لكنه سيحدث خلال أيام...
أرسلت لإدارة الموقع أسألها عن مصدر صور (من مصر.. الحب يصنع المعجزات) ومتى أرسلت بالضبط.. لم يرد أحد عليّ.. في الواقع هذا الموقع غامض فعلاً.. سوف أحاول التحري عنه فيما بعد..
المهم في الموضوع أنني رأيت صور عملية تشريحي كاملة.
غادة حانقة.. غادة تغار عليّ بشدة..
ليس هذا أنسب وقت للتخلص منها كما ترى.. عليّ أن أتحكم في نفسي قليلاً.
لو كانت نظريتي صحيحة فأنا أسبق الناس بالعلم ببضعة أيام.. هذا مفيد جدًا.. هذا مخيف جدًا كذلك.
والسؤال هنا: لو استطعت أن أمنع غادة من قتلي فهل تتلاشى تلك الصور من الموقع؟ هل تختفي عند الناس الذين يحتفظون بها؟
يجب أن أحاول تحسين علاقتي معها.. يجب أن أحسن علاقتي بها جدًا وفي الآن ذاته لا أنفرد بها أبدًا...
ربما كان من المفيد أن أسافر قليلاً وابتعد.. لكن غادة تعرف دائمًا كيف تجدني.. لا جدوى من الفرار منها لأنها تشم رائحتي..
الفرار من غادة هو تحت الأرض فقط...
**********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ma3arif.ahlamontada.net
مدير المنتدي
المدير العام
المدير العام
مدير المنتدي


أوسمة أوسمة : وسام الإداري المميز
عدد المساهمات : 734
نقاط التقييم : 12165
تاريخ التسجيل : 13/05/2009
العمر : 37
الموقع : Sudan
العمل/الترفيه : د.صيدلي

Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق   Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 6:26 pm

(3) :
عندما تراقب الفتاة وهي تأكل فأنت تأخذ فكرة لا بأس بها عن طباعها الدفينة، ولعلك تذكر قصة شاعرنا العظيم الذي رأى حبيبته المطربة الرقيقة تأكل الفسيخ في شم النسيم، فأصابه الهلع وشفي من حبها تمامًا.. خاصة طريقتها في تهشيم البصل الأخضر كأنها معلم من وكالة البلح.. هناك الفتاة التي تلتقط طعامها بحذر كأنها عصفور.. وكأنها تخشى أن يلمس شفتيها أو أناملها، وهناك الفتاة التي تعبث في طعامها كقط، وهي التي وصفها فلوبير ببراعة في "مدام بوفاري".. في هذا المطعم أراقب غادة وهي تأكل وتمزّق شرائح اللحم بالشوكة والسكين، ثم تدسّ المكرونة في فمها كما ينقلون للفيل الدريس في السيرك القومي.. عندما أرى هذا أرتجف..
أقول لها:
ـ "ماذا تفعلين لو وجدتِ أنني لم أعد جوارك؟"
نظرت لي نظرة نارية وقالت:
ـ "تعني لو أنك متّ؟"
ـ "أعني لو أنني رحلت.."
قالت ضاحكة وقد التمعت الصلصة على شفتيها:
ـ "أنت فعلاً ساذج.. إنسان بريء صافي النية.."
ـ "لماذا؟"
ـ "لأن انتقامي سيكون فريدًا من نوعه.. لست فتاة بلهاء ممن يبكين، ولست امرأة حمقاء ممن يُمزقن زوجهن بالسكين.. سيكون انتقامي فريدًا لكني لم أفكر فيه بعد.."
قلت في سري: سوف أعطيك فكرة ممتازة.. لم لا تثبتين إبرة وريدية ثم تنفخين فيها لتملئي عروقي بالهواء؟ تجربة فريدة ومثيرة.. هه؟
راحت تلوك اللحم بفم مفتوح، حتى توقعت أن تزأر ثم تتجه للنهر لتشرب!
قلت لنفسي إن الوقت قد حان لقضاء بعض أيام في الساحل الشمالي، في ذلك الشاليه الذي يملكه صاحبي ودعاني لأقيم فيه بضعة أيام..
سوف أبقى هناك لفترة.. متى أعود؟ أعتقد أن الإجابة واضحة.. سأعود عندما تختفي تلك الصور من الموقع، وهكذا أعرف أن الخطر تلاشى..
****
هكذا كنت أقف من آن لآخر أراقب الشطّ والموج الأزرق..
كنا في ميلاد الشتاء لهذا كان الطقس باردًا فعلاً، وكنت وحيدًا.. والوحدة تضخّم الذكريات وتضخّم المخاوف.. لكن كان عندي اتصال بالإنترنت لحسن الحظ، وكان معي الهاتف أجري به مكالمات طويلة جدًا مع أصدقائي وأتجاهل مكالمات غادة أو أردّ بشكل مقتضب..
كنت أدخل موقع Mutilated.com في كل يوم، فأجد أن صوري توارت جدًا لكنها ما زالت موجودة.. هناك مرة غريبة فعلاً رأيت فيها صورًا لتشريح جثة تمساح.. هو مشهد بشع في حد ذاته، لكني وجدت أنهم يُخرجون من أحشائه أشلاء بشرية لفتاة..
الخبر يقول إن هذا حدث في مصر في الساحل الشمالي.. ما معنى هذا السخف؟ لا توجد تماسيح في مصر طبعًا ولو وُجِدت فهي نيلية.. وما أبعدنا عن النيل هنا..
بعد ثلاثة أيام قرأت أن فتاة اختفت وهي تسبح في قرية بالساحل الشمالي.. بعد أيام رأيت صور اصطياد تمساح وفتح بطنه.. واضح أنه هو الذي فتك بالفتاة، وفيما بعد عرفت أن هناك من اشترى هذا التمساح طفلاً من مزرعة تماسيح مياه مالحة في أستراليا.. كالعادة قام بتربيته في حوض زجاجي ثم كبر الوحش جدًا جدًا.. هكذا حمله وتخلّص منه على الساحل ذات يوم... ونسي كل شيء عنه..
ما حدث هو أن التمساح لم يمُت.. تغذى على الأسماك وتضخّم.. ثم بدأ يبحث عن صنف آخر من الطعام.. ولحسن الحظ أنني لا أسبح...
هذا موقع مفيد حقًا.. يمكنني أن أنشئ جريدة تعتمد بالكامل على ما أراه فيه.. ونقطة القوة هنا هي أن أحدًا لا يعرف هذا اللغز...
لا أحد يلاحظ ارتباط الصور في الموقع بالواقع.. وعندما يلاحظ أحدهم ذلك يكون قد نسي إن كان الموقع نشر الصور قبل أم بعد... بالطبع أي شخص عاقل سيفترض أن الموقع ينشر "بعد".. لو خطر ببال أحد أنه ينشر "قبل" لماجت الدنيا..
جاءت فرصة ذهبية بعد يوم واحد، عندما فتحت الموقع الشنيع لأجد صورًا رهيبة لسيارة تحترق.. وبدا كأن من كان يقودها حاول الزحف خارجها.. لكنه تفحّم قبل أن يبتعد.. صورة شنيعة جدًا.. والأهم أن التعليق يقول إنها من مصر، وإن الضباب هو السبب.. وإن رقم السيارة واضح في الصور تمامًا..
هذه المرة شعرت بتأنيب ضمير شديد.
راجعت النشرات الجوية فوجدت أن الجو صحو تمامًا.. سوف تكون هناك شبورة بعد أسبوع من الآن.. وهذا معناه أن الموقع يمارس هوايته الخبيثة في التنبؤ.
لم أستطع الصمت أكثر، فاتصلت بصديق لي يعمل ضابطًا مهمًا في شرطة المرور، وطلبت منه بيانات عن السيارة وقائدها..
السيارة سليمة.. قائدها شاب سعيد بسيارته ويمرح في شوارع القاهرة، عالمًا بأنه لن يموت ولن يحترق أبدًا...
هكذا وجدت رقم هاتف معي فاتصلت به، وعندما سمعت صوت الفتى قلت له في إلحاح:
ـ "أرجوك أن تبتعد عن الطريق السريع.. بالذات في وقت الشبورة.. قد لا تصدّق وقد تعتبرني مخبولاً.. لا يهم.. ما يهمني ألا تلمس عجلة سيارتك الطريق السريع في الفترة القادمة".
سألني في جزع عن شخصيتي.. من أنا؟
على كل حال عرفت أن نبوءتي المخيفة قد هزّته فعلاً.. سوف يكون حذرًا..
وضعت السماعة راضيًا عن نفسي..
رضيت عن نفسي أكثر عندما فتحت الموقع بعد يومين فلم أجد أثرًا لتلك الصور.. اختفت تمامًا..
وهذا معناه أن قدر الرجل قد تغيّر.. ليس قدره بل ما كان الموقع اللعين يعتقد أنه كذلك.. لن يفقد حياته على الطريق السريع..
عدت أبحث عن صوري فوجدتها كما هي.. بشعة كما هي.. كئيبة كما هي..
هكذا عرفت أن الخطر مستمر وقائم.. لم يتزحزح..
أنت تفهمني وتعرف أنني لست مولعًا بالعنف على الإطلاق.. لكني أعتبر الموضوع دفاعًا مشروعًا عن النفس..
لهذا تفهم لماذا خطرت لي فكرة قتل غادة في هذه اللحظة بالضبط!
***********
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ma3arif.ahlamontada.net
مدير المنتدي
المدير العام
المدير العام
مدير المنتدي


أوسمة أوسمة : وسام الإداري المميز
عدد المساهمات : 734
نقاط التقييم : 12165
تاريخ التسجيل : 13/05/2009
العمر : 37
الموقع : Sudan
العمل/الترفيه : د.صيدلي

Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق   Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 6:32 pm

(4) :
خطاب غريب في صندوق البريد الخاص بي.. فتحته في توجّس؛ لأن العنوان يحمل لفظة Mutilated.com.. كان الخطاب مكتوبًا بإنجليزية ممتازة فعلاً، وقد كتبه من يدعى "مايكل أندروود" مدير الموقع:
ـ "سيدي..
سرّني أن تلقيت استفسارك بصدد الصور الخاصة بمصر، وأنا أقدّر حيرتك.. بل أسمح لنفسي بأن أفترض أن هذه الصور تخصّ شخصًا تعرفه.. هنا أعترف لك أننا موقع غريب وأن لدينا إمكانيات غريبة، كما أن عقيدتنا نفسها مختلفة ويصعب أن أشرحها لك، ما لم تُرد بالطبع أن تكون واحدًا منا، وهذا يستدعي إجراءات معقدة نوعًا.. ما أريد قوله هو أننا لا نصنع هذه الصور ولا نلفّقها، ولكن يرسلها لنا مراسلونا عبر العالم.. وما يمكنني قوله كذلك هو أننا لا نسبب الحوادث لكننا نرصدها.. والفارق الوحيد أننا نرصدها قبل حدوثها.. لقد تقدّم علم التنبؤ كثيرًا عن عهد نوستراداموس، وصار بوسع البعض أن يريك شريطًا كاملأً لما سيحدث.. النصيحة التي أقدّمها لك هي: هذه الصور أصلية.. ليأخذ صاحبها الحذر.. هكذا يمكنك أن ترى أننا نؤدي دورًا اجتماعيًا مهمًا".
بإخلاص
مايكل أندروود

كان الخطاب غريبًا.. لم أتوقع أن يكون الكلام بهذا الوضوح وهذه الصراحة.. هذا الرجل يعتنق عقيدة ما ويملك قدرات خاصة.. لن أندهش كثيرًا لو كان هو الشيطان نفسه.. وأعتقد أنه يحاول أن يضمّني لهم.. طبعًا لن أردّ..
كنت أرمق الأمواج تتهشم على الشط شارد الذهن.. ما زال حل واحد واضحًا أمامي..
***
أن أقتل غادة..
لقد تأكدت يقينًا من أنها سوف تقتلني..
أنا أعتبر الموضوع دفاعًا عن النفس بلا شك.. لا أعرف رأيك ولا يهمني؛ لأن هذه حياتي أنا لو كنت قد لاحظت.. لكن كيف أفعل ذلك؟
هناك الطرق العنيفة مثل الصراع وتهشيم رأسها أو طعنها... إلخ. طبعًا لا أستطيع الحصول على مسدّس.. إذن تبقى الطرق اليدوية العنيفة كما قلت، لكن عيبها هو أن غادة قوية.. غادة تملك عضلات هرقل وتأكل كالحلاليف البرية..
يمكنني بسهولة أن أراها تجثم فوقي وهي تردد:
ـ "تريد قتلي؟ هه؟ أيها الخائن! سوف أريك مَن هي غادة.."
تقول هذا وهي تقيّد معصمي بالشريط اللاصق ثم تغرس محقنًا مليئًا بالهواء في عروقي وتضغط الكباس.. هذا ما سيحدث بالتأكيد.
ماذا عن السموم؟ التخدير؟ هذه حلول واردة فعلاً..
هكذا بدأت خطتي تتبلور.. والأجمل أنها لن تكون عنيفة على الإطلاق.
بدأت أدرس موقع Mutilated.com اللعين ببطء، وتابعت معظم الحالات فيه.. لاحظت في دهشة أنني لم أعد قادرًا على العثور على صوري.. غاصت في قاع الموقع وصار من الصعب أن أجدها..
ما معنى هذا؟ هل احتمالات وفاتي تتراجع؟
إن الموقع لا يكفّ عن إبهاري..
يمكنك إذن أن تتصوّر حياتي وحدي في هذا الشاليه في الساحل الشمالي أرمق الموج الثائر، شاعرًا بأنني أرى صورة لما يدور داخلي طيلة الوقت..
قتل أم لا قتل؟
على كل حال يسهل أن يكون مخي في حالة تحلل متواصلة.. إنني أجنّ بالتدريج ولا أدرك ذلك، والسبب تلك الصور اللعينة..
***
أن أقتل غادة..
بلا عنف لأن الشيطانة قادرة على تحطيم عنقي بسهولة.. اتصلتْ بي مساء اليوم وقالت إنها قلقة علي.. لماذا أمضي كل هذا الوقت عند أقاربي في كفر الشيخ؟ كان صوت الموج يتعالى من بعيد، لكني احتفظت بنبرة من يجلس في كفر الشيخ، وقلت إنها مشاكل تتعلق بأرض قديمة.. قالت ضاحكة إنها سوف تتولى كل أموري المالية يوم نتزوج..
سألتني عن خالتي صفاء فقلت إنها بخير.. خالتي كانت في حفل الخطبة، وهي امرأة ظريفة جدًا..
قالت غادة ضاحكة:
ـ "هذا جميل.. لقد اتصلت بها اليوم فقالت إنها لم ترَكَ منذ ستة أشهر!"
ارتبكت للحظة فقالت كأنها تكلّم طفلاً:
ـ "تؤ تؤ.. أشعر أن هناك كذبة في الطريق، والصغير سيستطيل أنفه!"
هنا صعد الدم لرأسي.. قلت:
ـ "غادة.. أنا شخص ناضج ولست مطالبًا بتقديم تقرير عن خطواتي، وبالتأكيد لن أطلب منك أن تتأكدي من كل خطوة.."
ـ "لا أطالبك بتقديم تقرير لكن أطالبك بعدم الكذب.."
كرهتها جدًا لأنها وضعتني في موضع الكاذب الضعيف الذي يذود عن نفسه.. كانت مكالمة عنيفة جدًا, وأعتقد أنها خمّنت أنني في سبيلي للرحيل قريبًا جدًا..
وفي تلك الليلة عدت للموقع أتصفّحه بدقة...
هذه المرة كانت هناك صور جديدة من مصر..
رحت أدقّق في الصور..
هناك جثة فتاة.. ومن الواضح أن من قتلها قيّدها جيدًا ثم ثبّت كيسًا من البلاستيك بعناية حول رأسها.. اسفكسيا.. ميتة شنيعة فعلاً.. لا بد أنها استغرقت دقائق قاسية..
الكيس يُخفي الملامح.. لكنه لا يخفي هذه البلوزة.. والقلادة حول الجيد.. أعرفهما جيدًا جدًا..
لحظة من فضلك.. هناك لقطة ليدها المقيدة كذلك.. الفتاة لم تمُت دون أن تقاوم، ويبدو أنها مزّقت جزءًا من قميص القاتل.. وها هو ذا ظاهر تحت مخالبها... هذا المشهد كان أكثر تخويفًا من صورة الجثة كلها.. لا أعرف السبب..
***
اتسعت عيناها جدًا جدًا وصارت الحدقتان كأنهما نقطتان بقلم وسط البياض ثم قالت بصوت كالأفعى:
ـ "ده إنت تبقى سافل!"
***
أعرف نسيج هذا التي شيرت الذي بقيت قطعة منه في يدها..
أنت رأيته من قبل.. هلمّ تذكر... ألا ترى بقايا كلمة.
‘em Joe
يعني هلم اظفر بهم يا جو؟ هذا ما بقي منها..
لقد تغيّرت الحظوظ.. ومن الواضح أن ما سأفعله سينجح.. والأهم أن الموقع أخبرني بالطريقة وهي طريقة شنيعة تناسب ما أحمله نحوها فعلاً..
هذه الليلة اختفت صوري تمامًا من موقع Mutilated.com.
***************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ma3arif.ahlamontada.net
مدير المنتدي
المدير العام
المدير العام
مدير المنتدي


أوسمة أوسمة : وسام الإداري المميز
عدد المساهمات : 734
نقاط التقييم : 12165
تاريخ التسجيل : 13/05/2009
العمر : 37
الموقع : Sudan
العمل/الترفيه : د.صيدلي

Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق   Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 17, 2013 6:36 pm

(الأخيرة) :
كانت تنظر لي..
العينان المجنونتان القاسيتان تنظران لي.. ما زلت أجد هذا الوجه شائقًا مغريًا، لكن في الوقت ذاته أخافه كثيرًا.. أنت تجد الكثير من الجمال في الأفاعي بالتأكيد.. البعوضة حشرة رائعة الجمال رشيقة التصميم.. الخطر والموت لا يتعارضان مع الحسن..
تقول:
ـ "تأخرت كثيرًا في... كفر الشيخ"
طبعًا هذه اللهجة والتلكؤ في نطق كفر الشيخ يدلان على أنها لا تصدّق حرفًا.. قلت لها وأنا أمسح على شعري:
ـ "مشاكل كثيرة بخصوص الأرض.. لم تكن نزهة"
نظرت لوجهي طويلاً وقالت:
ـ "بدايات شارب.. نظارة سوداء.. بيريه.. تبدو غريبًا جدًا.. مثلما يتنكر العملاء في أفلام السينما"
ـ "أحب أن أبدو مختلفًا.. هذا حق طبيعي"
الشيء الذي أعرف يقينًا أنني لن أغيّره هو التي شيرت.. التي شيرت اللعين الذي يحمل عبارة:
Go Get’em Joe
والسبب طبعًا هو أنني لا أريد أن أفسد الصور التي رأيتها في الموقع.. قرأت قصص الخيال العلمي التي يعبث فيها البطل في الماضي، لكن لم أقرأ قصص خيال علمي يعبث فيها البطل في المستقبل الذي صار ماضيًا.. أو.....! هذا يثير الدوار فعلاً..
حلق طائر حولنا في ضوء الغسق وابتعد..
كنا جالسين على العشب في تلك الحديقة العامة.. هذه الحديقة تغلق أبوابها بعد الثالثة عصرًا، لكن حارسها يريد أن يكسب بعض المال من وقت لآخر، ولهذا يسمح للعشاق بالتسلل.. التسلل إلى حديقة كاملة يملكونها هم فقط ليلاً.. بالطبع يعرف الحارس ما يفعله وما يقود الشباب إليه، وهو عمل مشين، لكنه قدّم لي خدمة ممتازة..
اقترحت على غادة أن نذهب لتلك الحديقة معًا.. ووافقت هي مع أنها تعرف بالضبط طبيعة المكان.. لعلها حسبت أن الهيام أفقدني صوابي... وسرّها هذا... هذا من دواعي مقتي لها.. مستعدة أن تمنحني أي شيء في أي وقت بلا اعتراض، مع أن بعض التمنّع يريحني ويطمئنني أنها تصلح..
كنت قد أطلت شاربي في الساحل الشمالي وبدّلت الكثير من ملامحي.. وهكذا عندما جعلنا الحارس نتسلل للحديقة احتفظ في ذاكرته بصورة غريبة لوجهي.. فيما بعد سوف يصف للشرطة شخصًا آخر تمامًا غيري؛ لأنني سأكون قد حلقت الشارب وتخلّصت من النظارة والبيريه، ولسوف يتطوّع عدة رفاق بالشهادة بأنني كنت معهم في تلك الأمسية..
جلسنا على العشب في الغسق الذي يوشك أن يصير ظلامًا..
أحب صوت صرصور الحقل وصوت نقيق الضفادع ليلاً.. هذه لغة الطبيعة ذاتها. من الغريب أن ترتبط بأول جريمة قتل في حياتي..
أمدّ يدي لعلبة العصير وأناولها واحدة وآخذ واحدة.. العلبة ذات الشريط الأزرق على الجانب هي التي تحوي أقراص المنوم الذائبة.. لا تخلط الأوراق..
تمتصّ محتوى علبتها وعيناها تلمعان..
الآن وقد استقر العصير في معدتها قلت لها في هدوء:
ـ "سوف ننهي الخطبة! أنا أحب فتاة أخرى!"
عيناها تحوّلتا كالعادة إلى موقدي بوتاجاز وهي تنظر لي.. ثم قالت بفحيح الثعابين:
ـ "هل تمزح؟ تأتي بي هنا لتقول هذا الكلام؟"
ـ "هذا كلام يمكن أن يقال في أي مكان"
ألقت بالعلبة جانبًا وتقلّص وجهها.. سوف تزأر حالا بلا شك.. أنا إنسان ميت.. هل هناك نهر قريب تقصده لتشرب وتزيل مذاق الدم عن فمها؟
هنا لاحظت أنها تهتزّ.. نظرتها زائغة ويدها على جبهتها.. تهزّ شعرها ورأسها يترنح..
وفجأة أطبقت مخالبها على التي شيرت وصاحت:
ـ "مخدر! أنت وضعت لي مخدرًا!"
لم أردّ.. نظرت لها بشيء من الخجل.. فكرت أن أبدأ العنف، لكنها بدأت تتهاوى.. وبرغم هذا مزقّتْ صدر التي شيرت الخاص بي.. بالذات عبارة ‘em Joe
هكذا عرفت أنني سأنجح..
تهاوت على الأرض مغمضة العينين، فهرعت لحقيبتي الصغيرة أخرج الحبال والقفاز والكيس البلاستيكي.. لا بد من التقييد فأنا لا أضمنها لحظة ولو نهضت لهشّمت عظامي..
كانت مهمة قاسية ومريرة لكنني استمتعت بها في النهاية.. القفاز سوف يبقيني لغزًا بالنسبة للشرطة ولن يثبتوا شيئًا... فقط سيعرفون أن لها خطيبًا سوف يجعلون حياتي جحيمًا لفترة ثم يرحلون.. آخر أنفاس لدى غادة.. وداعا يا صغيرتي...
الآن أرى دقّة موقع Mutilated.com.. الصور هي بالضبط تلك التي نُشرت منذ أيام...
ما سرّ هذا الموقع؟ كيف يلتقطون صور الغد بهذه البساطة؟
سوف أعرف هذا فيما بعد؛ لأنني سأغادر الحديقة من الباب الخلفي.. لن يراني هذا الحارس أخرج وحدي..
لقد ساد الظلام الآن.. ولولا ضوء النجوم لما رأيت يدي نفسها..
صوت غطيط غريب صدر من الجثة وجمّد الدم في عروقي.. هل ما زالت تتنفس؟ لا أجرؤ على التيقّن...
وداعًا يا غادة.. وداعًا...
أهرع جريًا عبر الحديقة موشكًا على فقدان الوعي من وجيب قلبي.. أترنّح.. أنهض... أتعثر في نافورة حجرية واطئة.. ضفدع يتواثب هاربًا...
صوت بومة في مكان ما...
وفجأة لم أعد أرى...
***
كنت مقيدًا في وضع غريب على الأرض جوار شجرة.. وكان الظلام دامسًا..
أدركت أن شريطًا لاصقًا على فمي كذلك..
لكني أرى هذا الشخص الذي ينحني عليّ وبين أسنانه كشاف مضيء.. تأثير غريب فعلاً يجعله كأنه تنّين يبعث الضوء من فمه..
كان يلهث في استمتاع.. يلهث في انفعال.. يلهث من الضغط العصبي..
لما رآني أحاول الحركة، قال وهو يعرّي كمي:
ـ "صبرًا.. سوف أجد الوريد حالاً!"
كان الكلام يخرج غريبًا مشوهًا؛ لأن الكشاف بين أسنانه.. لكني سمعت لفظة (وريد).. وريد؟
قال وهو يُخرج قناة وريدية وجهاز محلول من حقيبة صغيرة:
ـ "معذرة.. لا بد من تفسير قبل أن تموت.. هذا حقك.."
ثم راح يبحث عن وريد يثبت فيه القناة الوريدية على ضوء الكشاف.. أي!:
ـ "وجدته.. لا مؤاخذة.. أنا مولع بالقتل.. يمكنك القول بأنني سفاح تتابعي يبدأ العمل.. ولأنني طبيب تم فصله من النقابة، فقد قررت أن أتسلى.. أقتل الناس بأساليب طبية مختلفة.. اليوم دخلت هذه الحديقة بحثًا عن ضحية مناسبة، فقادك قدرك لي... في الظلام.. ضربة على مؤخرة عنقك ثم نبدأ الحفل.. هل تعرف كيف سأقتلك؟"
قلت من وراء الكمامة:
ـ"مم ممف.. مف مف"
أي باختصار:
ـ "سوف تثبت قناة وريدية وتنفخ الهواء فيها حتى أموت بسدة هوائية!"
هذا واضح وسهل..
مدّ يده إلى التي شيرت وأشار إلى الصدر الممزق، وقال:
ـ "من مزّق هذا التي شيرت؟ كأنك كنت ملتحمًا مع نمر قبل أن أراك!"
جثة غادة هناك تحت شجرة.. لن يراها أحد قبل الغد.. وسوف تصير هذه الحديقة حديقة أشباح يخاف الأطفال المرور جوارها...
يد السفاح تتحسس عنقي ثم يقول:
ـ "جميلة هذه القلادة.. على شكل قرن شطة.. سوف أتركها لك!"
قلادة قرن الشطة! لماذا ارتديتها اليوم؟ كانت موجودة في صور مصرعي.. الموقع يتصرّف بدقة عظيمة.. إن موقع Mutilated.com يحترم روّاده فعلاً...
لقد نشر الموقع صورًا لجثتي من قبل، وهو لا يقبل أن يكذب على القراء بصور زائفة.. لهذا أرسل لي هذا السفاح بشكل ما..
من يدري؟ ربما لم تكن غادة خطرة.. ولربما تلاعب الموقع بي ليجعلني قاتلاً مرة وجثة مرة أخرى.. لقد تواجد قاتلان في هذه الحديقة في ليلة واحدة..
السفاح يقرّب فوهة جهاز المحلول من شفتيه بعد ما أبعد الكشاف..
يقول وهو يأخذ نفسًا عميقًا:
ـ "استعد.. سيكون هذا مؤلمًا جدًا؛ لأن السدة الهوائية ستصل للعضلات والرئة والشرايين التاجية.. أي أنك ستتلوى كدودة تحترق... لا تقلق.. سيكون الموت سريعًا.. رحلة طيبة يا صاحبي... هوف ف ف ف ف ف ف ف ف ف!".
تمّت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ma3arif.ahlamontada.net
 
Mutilated.com .. بقلم د. أحمد خالد توفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زوزانكـــا .. بقلم د. أحمد خالد توفيق
» أكواريل .. بقلم د. أحمد خالد توفيق
» الشيء في الصندوق .. بقلم د. أحمد خالد توفيق ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي بستان المعارف :: المنتدي العام :: الادبـــــــــى :: اقرأ أونلاين :: د. أحمد خالد توفيق-
انتقل الى: